هناك مشرحة داخل كل سفينة سياحية
يفترض بالإجازات دائما أن تكون وقتا للمرح والاستمتاع. لكن هناك جوانب مظلمة لا يراها الركاب في العديد من الرحلات البحرية، ومن بينها معلومة المشرحة هذه. فنظرا لأن عددا كبيرا من المسافرين عادة ما يكونون من المتقاعدين والأثرياء من كبار السن، فإن احتمال وفاة شخص ما أثناء رحلة بحرية يبقى واردا في أذهان المنظمين. وقد كشف لنا أحد أفراد الطاقم السابقين أن حوالي ثلاثة أشخاص يموتون كل شهر أثناء رحلة بحرية.
لهذا السبب، يتعين على جميع السفن السياحية أن تتوفر على مخزن أموات على متنها، في مكان لا يعرفه الركاب وعادة ما تتسع هذه المشرحة لحوالي ثلاث إلى ست جثث.
معلومة غريبة: أعضاء الطاقم يدونون كل ما يفعله الضيوف
من واجب أفراد الطاقم أن يكونوا لطفاء قدر الإمكان مع الركاب، ولكنهم عادة لا يحصلون على فرصة لقول كل ما يرغبون في قوله. لذلك، تحتفظ السفن السياحية بسجل كبير يتم فيه تدوين كل ما يحدث أثناء الرحلة. وقد تتضمن هذه السجلات وصف حادث كبير بحجم حريق مثلا أو حتى تعليق صغير أدلى به أحد الضيوف. وكل ذلك قد يتم توظيفه والاستفادة منه لاحقا.
تساعد كل هذه المعلومات أفراد الطاقم على الاستعداد بشكل أفضل للمخاطر المحتملة، وتعلم كيفية إدارة علاقتهم بالضيوف بشكل أفضل، ونحن على يقين أن السجل يستخدم في بعض الأحيان، لتنفيس غضب أحدهم من مسافر مزعج.
حمامات السباحة الخفية على متن السفن السياحية
إذا كنت قد شاهدت من قبل صورا لمسبح في سفينة سياحية، فلا شك أنك تعرف أنه غالبا ما يكون أكثر الأماكن ازدحاما على متنها. فلسبب ما، ينجذب الناس نحو المسابح وحمامات السباحة هذه بشكل جنوني. ومن أجل هذا، يبدو أن معظم السفن السياحية لديها حمامات سباحة "سرية" مخصصة لموظفيها فقط. وعادة ما تكون أقل ازدحاما إذ يسمح للموظفين فقط باستخدامها، رغم أن من الممكن أيضا دعوة بعض الضيوف المميزين.
بالطبع، يجب على الضيف أن يترك انطباعا جيدا لدى الطاقم حتى تتم دعوته إلى المسبح السري، وهو ما قد يكون في الواقع أكثر صعوبة مما تعتقد، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة احترام بعض القواعد المفروضة على متن السفينة.
لأعضاء الطاقم لغة مشفرة يتحدثونها لتضليل الضيوف
الحفاظ على سلامة الركاب على متن السفينة أمر بالغ الأهمية بالنسبة للطاقم. لذلك يضطرون في بعض الأحيان إلى التحدث بعبارات ملأى بالرموز، حتى لا يثيروا ذعر المسافرين أو شكهم بأن شيئا ما ليس على ما يرام. وفي الوقت نفسه يظلون قادرين على التصرف بسرعة أثناء الطوارئ. يتم تطبيق هذه الخطة خصوصا عند هيجان البحر أو التعامل مع حالات طبية، أو الاستجابة لحادث حريق أو سقوط شخص ما في البحر. وإن كنت مهتما بمعرفة الكلمة المشفرة المستخدمة عادة للتعبير عن هذه الحالة الأخيرة فهي كلمة "أوسكار".
هذا أمر منطقي للغاية، لأن آخر شيء يريده القبطان في حالات الطوارئ هو تخويف الركاب وخلق ما يكفي من الذعر والاضطراب الذي قد يعيق قدرته على حل المشكلة.
القمار على متن السفينة ليس قانونيا تماما
تضم العديد من السفن السياحية كازينوهات على متنها، وبما أنها تقضي الكثير من الوقت في السفر عبر المياه الدولية، فهذا يعني أنها لا تخضع لقوانين منطقة واحدة، حين يتعلق الأمر بالمقامرة. لذا، فإن القواعد المطبقة على متن السفينة ستتغير أحيانا اعتمادا على البلد أو المدينة الأقرب، وبالتالي يمكن أن تتغير احتمالات الخسارة والفوز بشكل كبير اعتمادا على مكان السفينة في المحيط.
فمثلا، تقوم سفن الرحلات البحرية بتغيير عدد الرفوف في لعبة البلاك جاك. باختصار، عليك فقط أن تدرك أن القواعد التي تحكم ألعاب السفن ليست ثابتة، وغالبا ما تتغير.
حتى السفن السياحية معرضة لحوادث غامضة
للقبطان الكلمة الأخيرة على متن قارب أو سفينة. وهذا نظام رائع في الحقيقة، عادة ما يجعل كل العمليات تمر بشكل سلس وبلا أدنى مشاكل. أليس من الأفضل أن يكون هناك شخص يتمتع بالخبرة الكافية لاتخاذ القرارات الصعبة أثناء الطوارئ، بدلا من أن يضيع شخصان أو أكثر أوقاتا ثمينة في الجدال حول ما الذي ينبغي فعله لحل أزمة ما؟ ومع ذلك، حتى القباطنة يرتكبون الأخطاء، وفي بعض الأحيان يمكن أن تكون هذه الأخطاء كارثية على السفينة أو ركابها.
لا يحدث هذا كثيرا، ولهذا يثير ضجة كبرى في الأخبار عندما يحدث. وربما من أسوأ الحوادث التي سجلت في هذا الصدد، هو غرق بعض السفن السياحية رغم أنها كانت قريبة من المرفأ بسبب قرارات القباطنة.
يمكنك توظيف شخص لمرافقتك كخادم شخصي
تقدم العديد من وكالات الرحلات البحرية خدمة خاصة توصف باسم "الجينيز". تمكنك هذه الخدمة من استئجار موظف يقوم بدور المساعد الشخصي، فيحضر لك أي شيء تطلبه تقريبا. لكنها تبقى خدمة باهظة الثمن لا يدفع تكاليفها إلا بعض الأثرياء. وعلى أي حال، تقتصر الخدمات الخاصة على مزايا من قبيل إحضار العشاء مباشرة إلى غرفتك، والحصول على تذاكر خاصة للحفلات التي تنظم في المكان.
ولأنها باهظة الثمن، يختار الكثيرون استخدام هذا الموظف أيضا كحارس خاص، يطلبون منه القيام بكل شيء بدءا من إحضار القهوة في الصباح وحتى حجز مقعد العشاء في الليل.
قد يختفي بعض الركاب في البحر ويصبحون في عداد المفقودين
تقع حوادث غريبة أثناء السفر في البحر، ولعل من أغربها على الإطلاق اختفاء بعض الأشخاص على نحو مفاجئ. وبحسب البيانات، فقد ضاع حوالي 165 شخصا أثناء رحلات بحرية من عام 1995 إلى عام 2011، وهذا الرقم قد يكون أعلى بكثير. ونحن لا نتحدث عن الركاب الذين يسقطون من على متن السفينة، على الرغم من أن هذا أبرز التفسيرات المحتملة، بل نتحدث عن أشخاص اختفوا ببساطة دون أن يتركوا خلفهم أدنى أثر ولم يعثر عليهم مرة أخرى.
ربما هناك مبالغة في الأمر، ولكن التحقيقات غالبا ما ترجح فرضيات أخرى تشمل اختطاف الأشخاص والانتحار أثناء الرحلة، كما لا يمكن استبعاد إمكانية قيام أحد الركاب بإلقاء شخص آخر في البحر.
رغم حجمها الهائل، تعاني السفن السياحية في المياه الهائجة
معظم الإعلانات التجارية التي تروج لخطوط الرحلات البحرية تظهر سفنا ضخمة تبحر في مياه هادئة، ولذا قد لا يخطر ببالك أنها أيضا تعاني مع الأمواج. لا توجد سفينة محصنة تماما ضد الأمواج الهائجة، وخاصة السفن السياحية. قد تكون كبيرة الحجم، لكن هذا يجعلها ثقيلة جدا مما يجعلها أكثر عرضة للارتطام بالصخور والتأرجح أثناء العواصف، لتتحول الرحلة إلى مغامرة مخيفة.
إذا لم تكن معتادا على المغامرات وحوادثها، فمن المرجح أنك ستهرع إلى الحمام لتقضي فيه الكثير من وقتك في انتظار هدوء الموج.
نداء إلى الجميع: احذروا من القراصنة
لطالما سمعنا في الأخبار أن القراصنة هاجموا سفينة شحن في البحر، فماذا عن استهداف السفن السياحية؟ نعم، رغم أن هذا غير شائع إلا أنه يحدث أحيانا، ويتم تدريب الطاقم على ذلك. عام 2005، تم استهداف سفينة سياحية فاستخدم الطاقم نوعا من الأسلحة الصوتية لمواجهة القراصنة إلى أن تم إحباط الهجوم، وواصل كل من كان على متن السفينة الاستمتاع بإجازتهم.
كإجراء احترازي، يتم تدريب كل فرد من أفراد الطاقم تقريبا على كيفية التعامل مع القراصنة في حالة حدوث هجوم. لكن تفاصيل هذا التدريب تبقى في إطار السرية.
أعضاء الطاقم ورغباتهم المحرمة
يقضي أفراد طاقم الرحلات البحرية أسابيع وربما أشهرا في بعض الأحيان في المحيط. ولذا تضطرهم هذه المدة الطويلة إلى التفاعل مع بعضهم البعض كأنهم أفراد أسرة واحدة. ولكن مع ذلك، غالبا ما تحكم العلاقة بينهم مجموعة من القواعد غير المكتوبة، تتعلق بحدود التواصل بين زملاء العمل، وما هو مقبول وغير مقبول فيها.
وقد وصف بعض العاملين السابقين في السفن السياحية هذه الثقافة التي تجمع زملاء العمل في البحر، بأنها تشبه، إن لم تكن أسوأ، الحياة في مساكن الطلبة الجامعيين.
ممنوع على أفراد الطاقم أن يصادقوا الضيوف
وفق القواعد، يتواصل أفراد الطاقم بشكل متكرر مع زملائهم في العمل، إلا أنه لا يسمح لهم بربط صداقات مقربة مع الركاب أثناء وجودهم على متن السفينة. وحتى مجرد الاشتباه في قيامهم بذلك يكون أحيانا كافيا لإيقاعهم في مشاكل كبيرة. تم وضع هذه القاعدة بشكل أساسي لحماية الطاقم من الاتهام بأي تصرف غير مناسب، وبالتالي حماية شركة الرحلات البحرية من رفع أي دعوى قضائية من قبل أحد الركاب.
فعلى العموم، من الأسهل والأفضل بالنسبة لشركة الرحلات البحرية أن تعالج المشاكل التي تنشأ بين موظفيها بدلا من التورط في قضايا متعلقة بالركاب.
سجن على متن السفينة السياحية
ربما لم تسمع عن هذا من قبل، ولكن هناك زنزانة سجن على متن كل سفينة فخمة، وهي مخصصة للركاب الذين يخالفون القانون، أو يتشاجرون أو يهددون سلامة الركاب أو بقية الطاقم. لا يوجد قاض على متن السفينة بالطبع، ولذا فالحل هو حبس مثير الشغب حتى حين، فإذا تم إلقاؤك في هذه الزنزانة، فمن المرجح أن تقضي بقية إجازتك هناك.
أو على الأقل، ستبقى هناك حتى تصل السفينة إلى الميناء وتتمكن من تسليمك إلى السلطات، والتي قد تكون أو لا تكون سلطات نفس البلد الذي أبحرت منه في الأول.
لبعض السفن حراس مسلحون مختبئون على متنها
تحمل معظم السفن الفخمة الكبيرة على متنها "كتيبة عسكرية" تؤدي دورها وتقوم بعملها أكثر مما يمكنك تخيله. في الواقع، يتم ارتكاب عدد من الجرائم على متن السفن السياحية، بعضها خطير جدا. ولحسن الحظ، فإن هذه السفن مجهزة بكاميرات في كل مكان تقريبا، ويتم تدريب أطقمها على التعامل مع جميع أنواع المخاطر البسيطة، فيما يتدخل الحراس المسلحون في الحالات العويصة، على الرغم من أن ذلك غالبا ما يكون بعيدا عن الأنظار.
كل الحوادث يمكن أن تقع هنا، من التهديد بقنابل متفجرة إلى هجوم لصوص البحر على السفينة. كما أن بعض الركاب فقدوا أثناء السفر، في حوادث قليلة غريبة تتكرر من حين لآخر.
ليس هناك ما يضمن لك أن الرحلة البحرية سترسو في المكان المحدد
هذا لا يحدث في كثير من الأحيان، ولكنه لسوء الحظ يبقى احتمالا واردا. فعلى الرغم من أن خط سير الرحلة البحرية قد يشير إلى أنه سيتوقف عند موانئ معينة، إلا أنك لا تعرف ما إذا كانت السفينة ستتوقف بالفعل أم لا لأن هذا يعتمد على عدة عوامل. فالقبطان وحده من يقرر هذا، بناء على عدة أسباب تتعلق بالسلامة. كما أن لميناء الاستقبال نفسه القرار الأخير بشأن ما إذا كان بإمكان الركاب النزول أم لا.
لهذه الأسباب، تشير معظم ملصقات الرحلات، بخط صغير مكتوب في زاوية ما، أن هناك احتمال ألا ترسو السفينة كما هو متوقع، فانتبه لهذا عندما تذهب لحجز تذكرتك.
إنقاذ الركاب الغارقين في البحر ليس مهمة يسيرة
تكمن مخاطر كبيرة تحت مياه البحر، خاصة حين يكون هائجا. ولذا من المهم للغاية أن يعرف الراكب ما الذي ينبغي عليه فعله أو تجنبه على متن السفينة. حين ينزل أحد ركاب سفينة سياحية إلى البحر أثناء الرحلة، يسارع أفراد الطاقم أو الركاب الآخرون لإلقاء مجسمات طافية على الجانبين لتحديد مكان وجود الشخص المعني في الماء. قد تبدو مهمة بسيطة أن تتذكر أين غطس شخص ما، لكنها في الواقع صعبة للغاية.
لا توجد معالم محددة في مياه المحيط، مما يعني أنك لا تملك أي مرجع تتذكره بعينك أو بعقلك وتستعيده عند محاولة تحديد موقع راكب في البحر من أعلى سفينة سياحية عالية جدا.
العديد من طاقم السفن الفارهة يشربون النبيذ طوال اليوم
إذا لاحظت يوما أن الطاقم يبدو سعيدا بشكل مريب أو في حالة مزاجية مرحة، فقد يكون ذلك بسبب تناولهم القليل من الشراب. في معظم الدول، يحصل طاقم السفن السياحية على حسومات كبيرة على النبيذ، رغم أن معظم خطوط الرحلات البحرية تجري اختبارات كحول على موظفيها بشكل عشوائي، للتأكد من أنهم لا يشربون أثناء العمل. ومع ذلك، يحدث هذا من وقت لآخر، وبمعدل أكبر مما هو متوقع.
حكى بعض أفراد الطاقم السابقون أن شرب النبيذ على متن السفن السياحية أكثر شيوعا مما تظن بعض شركات الرحلات البحرية وركابها.
من السهل التعرض للاحتيال عند شراء تذكرة رحلة سياحية
على الرغم من أن معظم خطوط السفر البحري تقدم عروضا متنوعة وشاملة الخدمات لرحلاتها البحرية، إلا أنها من الممكن أن تفرض عليك بعض الرسوم الإضافية غير المتوقعة أثناء وجودك على متن السفينة. فعلى سبيل المثال، إذا ذهبت لتناول الطعام في قاعة مخصصة لذلك، فقد يتم تحصيل أموال إضافية منك مقابل المشروبات الغازية، لأنها غير متضمنة في باقة التذكرة التي اشتريتها. لهذا السبب من المهم جدا قراءة التفاصيل الدقيقة لتعرف بالضبط كم ستدفع مقابل ما ستحصل عليه من خدمات.
لكن على العموم، بغض النظر عن المبلغ الذي تدفعه أو الباقة التي حجزتها، فإن الخدمات التي تحصل عليها على متن السفينة عادة ما تكون أرخص مما تدفعه في المطاعم على الأرض.
جميع الركاب مراقبون طوال الوقت
كما يجري في الكازينوهات أو الفنادق الكبرى، تعتبر المراقبة على السفن السياحية مشددة للغاية. ويمكنك أن تتوقع أن هناك من يشاهدك في كل مكان أثناء وجودك على متن سفينة سياحية، باستثناء غرفتك الخاصة. يتم ذلك لعدة أسباب من ضمنها الحرص على سلامة الركاب في حالة وقوع جريمة أو سقوط شخص ما في البحر. وهكذا، يبقى من الممكن مراجعة اللقطات بعد حالات الطوارئ لفهم ما الذي حدث.
يمكن اعتبار أشرطة المراقبة هذه مثل نسخة من الصندوق الأسود الذي يوجد على متن الطائرات. ودورها الحرص على تفادي أي حادث سيء، والتدخل لحل أي مشكلات في حالة الطوارئ.
أجور طواقم السفن ليست عالية في كثير من الأحيان
قد يبدو لك العمل والعيش على متن سفينة سياحية بشكل دائم فرصة رائعة تستحق التجربة والأجر الكبير، ولكن هذا ليس حقيقيا في الواقع. ففي أغلب الأحيان، لا يحصل أفراد الطاقم على متن السفن على أجور عالية على الإطلاق. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، ولكن السبب الرئيسي هو أن العمل في المياه الدولية يعني أن السفن السياحية ليست مطالبة باتباع القوانين الدولية بدقة مثل الشركات الأخرى.
يمكن القول إن السفن تقع في منطقة رمادية، مما يعني أنه يمكن للشركات المسيرة لها أن تحرم موظفيها من ميزات مثل العمل الإضافي، والحد الأدنى للأجور. ولكن هذا لا يعني أن جميع شركات الرحلات البحرية تفعل ذلك.
قد تتفشى الأمراض بشكل كبير على متن الرحلات
ما زلنا نتذكر كيف انتشر الفزع على متن السفن السياحية عند ظهور فيروس كورونا، حيث بدت تلك الأماكن بشكل خاص بمنزلة بؤر للوباء، وذلك لأن هذا ببساطة ما يحدث عندما يكون لديك آلاف الأشخاص متجمعين معا في مساحة ضيقة، إنها بيئة مثالية لانتشار البكتيريا والفيروسات. وقد كانت هناك الكثير من حالات تفشي الأمراض على متن السفن السياحية حتى قبل كوفيد، ومن أسوئها ما حدث في عام 2014.
حينها، انتشر مرض النوروفيروس على متن حوالي ثماني سفن سياحية وأصاب العديد من ركابها. ومنذ ذلك الحين، تتخذ الوكالات السياحية العديد من الإجراءات الصارمة للحد من تفشي الأمراض على متن السفن، ولكن هذا الخطر سيبقى موجودا دائما.
غالبا ما يكون معظم أعضاء الطاقم من الأجانب
هناك الكثير من الأسباب التي تجعل مسيري الرحلات البحرية يتعمدون توظيف جنسيات متنوعة، خاصة إذا كانت السفينة أمريكية. وأحد الأسباب هو ببساطة أن الأمريكيين لن يتحملوا ساعات العمل الطويلة المطلوبة على متن سفينة سياحية. يراوح أسبوع العمل الأمريكي المعتاد حوالي 40 ساعة، مقارنة بـ 100 ساعة التي يتطلبها العمل على متن السفن في بعض الأحيان.
وعندما تقارن هذا بالأجور المتدنية والساعات الإضافية، تفهم لماذا من الصعب العثور على عدد كبير من الأمريكيين ضمن طواقم الرحلات البحرية، كما هو الحال في بقية القطاعات الأخرى.
الرعاية الطبية الكاملة غير مضمونة
لأن السفن السياحية غير مطالبة بالعمل وفقا لنفس المعايير التي تعمل بها الشركات الأخرى في أوروبا أو الولايات المتحدة، فإن مستوى الرعاية الطبية التي توفرها للركاب قد لا يكون جيدا بعض الأحيان. فليس معتادا أن تقوم السفن السياحية بتوظيف أطباء من بلدان ذات معايير طبية عالية، كما لا تكون المرافق الموجودة عادة على متن السفينة السياحية ممتازة، كتلك التي نجدها في المشافي على الأرض.
وهناك حقيقة أخرى: الأطباء على متن السفن السياحية لا يمكن مقاضاتهم بسبب الخطأ المهني. وهذا أحد أوجه هذه الصورة غير الوردية للرعاية الصحية المحتملة في الكثير من السفن السياحية.
معظم الأبواب على متن السفينة ليست مقفلة
قد يبدو هذا الأمر مرعبا نوعا ما في البداية، لكنهم في الواقع يتركون معظم الأبواب غير مقفلة فعليا لسبب وجيه، باستثناء أبواب مقصورة الركاب. أحد الأسباب يتعلق بالطبع بالسلامة، فإذا كانت هناك حالة طوارئ على متن السفينة، فيجب أن يكون الطاقم والركاب قادرين على الهروب إلى أي مكان يريدون الذهاب إليه بلا مشاكل. فالأبواب المفتوحة تسهل عمليات الإخلاء أو البحث عن الركاب المفقودين.
يمكنك أيضا أن تتخيل أي مشكلة سيسببها باب مقفل على شخص يتم احتجازه عن طريق الخطأ في مكان ما، إذا غرقت سفينة أو اندلع حريق على متنها.
السفن السياحية تقوم بإلقاء أطنان من النفايات في المحيط
إن كنت تتساءل أين تذهب النفايات البشرية على متن سفينة وسط المحيط؟ فالجواب أنها تلقى بالضبط في المكان الذي توقعته للتو: المحيط. تقوم السفن السياحية ببساطة بإلقاء نفاياتها عندما تكون على بعد حوالي 12 ميلا من مكانها المؤكد. بالطبع، هناك آليات تقوم بمعالجة هذه النفايات أولا، لكن مع ذلك يبقى من غير المناسب إلقاؤها في المياه الدولية، علما أن قوانين كل دولة تختلف في هذا المجال.
هذا يعني أنه في بعض الأحيان تقوم السفن السياحية بتصريف نفاياتها عندما تكون بالقرب من دولة ذات قوانين غير مشددة، كما حدث مؤخرا عندما اشتكى الكنديون من تفريغ السفن السياحية الأمريكية لنفاياتها على مقربة من سواحل مقاطعة كولومبيا البريطانية.
خطر الحريق على متن السفن وارد في كل لحظة
حتى السفن والقوارب لا تسلم من خطر الحرائق، بل إن أسوأ الفظائع التي يمكن أن تحدث عندما تكون في رحلة بحرية، هو اندلاع حريق. وكلما زاد حجم القارب كبرا، زادت احتمالية اندلاع النيران على متنه، وذلك لأن كل تلك الغرف وأماكن الترفيه والمرافق تعمل بالكهرباء، فتكون بالتالي قابلة للتعرض لهذا الخطر الرهيب.
منذ عام 2005 حتى اليوم تم الإبلاغ عن حوالي 79 حريقا على متن السفن السياحية. قد لا يبدو هذا رقما كبيرا، ولكن يبقى خطرا من الممكن أن يؤدي إلى غرق المركب إذا خرج عن السيطرة.
أماكن ضيقة لإقامة أفراد الطاقم وسكنهم
تختلف غرف أفراد الطاقم كثيرا عن غرف الضيوف على متن السفن السياحية، حيث تعتبر غرف إقامة الطاقم ضيقة أكثر، بل وفي غالب الأحيان يتشارك أفراد الطاقم في غرفة واحدة. ولكن يبدو أن هذا لا يزعجهم، إذ لديهم طرقهم الخاصة للاسترخاء والترويح عن النفس، ومنها مناطق استراحة خاصة بهم ومناسبات وحفلات مخصصة للطاقم فقط، وحتى حمام السباحة الداخلي الذي لا يعرف بقية الركاب مكانه. إنها ميزات جيدة، لولا أنهم للأسف لا يستمتعون بها كثيرا، لأنهم يعملون معظم الوقت.
يبدو أن العمل على متن سفينة سياحية أقل متعة مما قد يتخيله معظم الناس، بل إنه صعب للغاية. ولحسن الحظ أنهم يحصلون على وجبات ومشروبات غير مكلفة.
سوف تصبح الرحلات البحرية أغلى بكثير في المستقبل
من بين الأسباب التي تجعل الرحلات البحرية يسيرة التكلفة إلى حد ما، أنها تستفيد من العديد من الثغرات الضريبية. فحتى لو كنت تعرف معلومات سطحية عن عالم النقل البحري، فلاشك أنك تعلم أن الكثير من شركات النقل والشحن تقوم بتسجيل سفنها ومراكبها في بلدان أجنبية بعيدة لتجنب الاضطرار لدفع الضرائب لدولها في أوروبا أو أمريكا، وينطبق الشيء نفسه على الكثير من شركات الرحلات البحرية السياحية.
ولكن هذا قد يتغير في المستقبل، وتصبح تكاليف الرحلات البحرية في يوم من الأيام أكثر تكلفة بعض الشيء، حيث دعت العديد من الدول مؤخرا إلى سد هذه الثغرة باتفاق دولي. وإلى ذلك الحين، علينا أن نستمتع برحلة رخيصة.
أين تحظى ببعض الهدوء والسكينة على متن السفينة
تعني الرحلة البحرية أن آلاف الأشخاص يعيشون لفترة مكتظين على متن سفينة سياحية، بمن فيهم العائلات وأطفالهم. وهذا يعني أنك لن تحظى أحيانا ولو بالقليل من الاسترخاء أثناء إجازتك. لكن لحسن الحظ، هناك منطقة خاصة في السفن السياحية يمكنك الذهاب إليها عندما تسأم من الضجة، حيث تحتوي معظم السفن الفارهة على منطقة مخصصة للركاب الكبار الذين يتطلعون إلى الهروب من زحمة الحشود.
إذا عجزت عن العثور على هذه الأماكن الخاصة، وكنت في حاجة إلى المساعدة، فيمكنك أن تسأل أحد أفراد الطاقم، ولن يتردد في إرشادك إليها.
من المستحيل تقريبا أن تسترد أموالك إذا غيرت رأيك
حين يتعلق الأمر بالرحلات البحرية، من الصعب جدا أن تقبل وكالات السفر إلغاء تذكرتك وإرجاع أموالك. بل سيتعين عليك أن تدفع ثمن التذكرة التي حجزتها حتى لو غيرت رأيك وكنت لا تستطيع الذهاب في الرحلة البحرية لسبب ما. وليس هذا فقط، فإذا ما كنت قد ضمنت حجزك إقامة فندقية في ميناء ما، فسوف تدفع تكاليف كل الخدمات الإضافية، إلى جانب تكلفة تذكرة السفر.
في الواقع، العديد من الشركات المنظمة للرحلات البحرية كانت أكثر مرونة في ما يتعلق بسياسات الإلغاء واسترداد الأموال، لكن الأمور تعقدت أكثر منذ ذروة جائحة كوفيد-19.
سياسة "كلْ ما تستطيع تناوله" ليست في صالحك
من الأمور التي عليك الانتباه إليها على متن سفينة سياحية، هو مقدار ما تستهلكه من أطعمة أثناء إجازتك. قد يبدو الأمر صادما للبعض، لكن معظم الناس يكتسبون وزنا زائدا بحوالي 5 إلى 10 باوند (2.5 إلى 5 كلغ) بعد الرحلة البحرية، هذا رغم أن كل سفينة سياحية تقريبا مجهزة بصالة ألعاب رياضية.
في الحقيقة، ممارسة الرياضة هي آخر شيء يرغب معظم الناس في القيام به أثناء الإجازة. ولكن من الأفضل لك أن تبدأ روتينك الرياضي وتلتزم به بشدة، على أن تعود بوزن زائد.
أسرع فالسفن السياحية لا تنتظر أحدا
هذا أمر بديهي نوعا ما، ولكن لابأس بتذكيرك أن سفينة الرحلات البحرية لن تنتظر في الميناء وصول راكب أو اثنين عجزا عن الوصول في الوقت المناسب. فإذا تأخرت في الصعود أو حتى العودة إلى السفينة بعد النزول منها في ميناء ما، فمن المرجح أنك ستقف على الشاطئ بينما تبحر سفينتك بعيدا. فليس من المنطقي أن تنتظر سفينة سياحية تحمل آلاف الركاب شخصا لا يضبط مواعيده.
ولهذا السبب، من المهم جدا أن تتذكر دائما العودة إلى السفينة قبل فترة معقولة من الموعد المقرر للمغادرة. كما أنها ليست فكرة سيئة أن تحمل معك دائما مستنداتك وجواز سفرك تحسبا لتخلفك عن الرحلة في مكان ما.
السفن السياحية تسيئ للبيئة جدا جدا
من المعروف أن السفن السياحية من بين أسوأ من يخالف القانون عندما يتعلق الأمر بحماية البيئة. وأحد أسباب ذلك أنهم يستخدمون نوعا من الوقود الأحفوري يحتوي على نسبة كبريت أكثر بـ 5000 مرة من البنزين العادي، وهذا ما يجعلها ـ إلى جانب رمي النفايات ـ مضرة للغاية بالبيئة. علما أنه في السنوات الأخيرة، قامت بعض السفن السياحية بتركيب مرشحات لضبط انبعاثاتها.
في الواقع، تصدر السفن السياحية كل سنة نسبة من ثاني أكسيد الكربون أكثر من أي نوع آخر من السفن، ويرجع ذلك إلى تجهيزاتها وجميع وسائل الراحة التي توفرها على متنها.
تقييمك الإيجابي لأعضاء الطاقم يساعدهم على الحصول على راتب جيد
الرهان الأهم على متن كل سفينة سياحة، هو أن تضمن للركاب قضاء وقت ممتع أثناء الرحلة البحرية. ولهذا، يسمح للركاب بتقديم تقييمات ونقاط لكل موظف عامل على متن السفينة، وهذه البيانات تؤثر على رواتب الطاقم. فإذا عبر الركاب عن سعادتهم وسجلوا تقييمات جيدة لأفراد الطاقم، فإنهم يحصلون على مكافآت كبيرة تضاف إلى رواتبهم المنخفضة عادة. وإذا حصلوا على تقييمات سيئة، فعليهم أن يتعلموا كيف يعيشون بهذا الراتب.
هذا يشبه إلى حد ما الطريقة التي يعتمد بها نوادل المقاهي والفنادق على الإكراميات إلى جانب الراتب الأساسي. ولكن هذا يعني أيضا أن العديد من أفراد الطاقم لا يحصلون على أجور عالية مقابل القيام بوظائفهم.
العمل في المطبخ يتم بدقة عسكرية
ليس من المستغرب أن تتم إدارة معظم مطابخ السفن السياحية بصرامة تشبه ما يجري في الثكنات العسكرية. إذ يجب عليهم التأكد من أن لديهم ما يكفي من الطعام على متن السفينة للجميع، وأنهم لا يهدرون أي أموال إضافية في شراء مكونات غير ضرورية. في الواقع، بعض المطابخ دقيقة للغاية لدرجة أنها تستطيع التنبؤ بالاستهلاك الكامل لمدة أسبوع، وهو أمر مثير للإعجاب حقا بالنظر إلى عدد الأشخاص الموجودين على متن السفينة.
في بعض الأحيان، يقوم طاقم العمل بتغيير الكمية التي يطلبونها بناء على جنسية ضيوفهم، فحسب ما رواه بعض الأعضاء السابقين في السفن السياحية، قد تطلب سفينة تحمل العديد من الأمريكيين كمية من الكاتشب أكثر من سفينة تحمل ركابا من جنسيات الأخرى.
بعض السفن السياحية توفر ميزات إضافية فريدة على متنها
التنافس مشتعل للغاية في عالم الرحلات البحرية، ولذا لا تكاد تجد رحلتين سياحيتين متشابهتين. حيث تقدم كل شركة أو وكالة سفر لضيوفها خدمات مختلفة تماما عن منافسيها. فعلى سبيل المثال، قد يقدم بعضها قهوة مجانية طوال الوقت، من أجل تدليل ضيوفهم أكثر. ولأنهم يستهدفون كل أنواع الركاب والفئات الاجتماعية، فقد يبتكرون كل مرة خدمة فريدة من نوعها.
لهذا السبب، من المهم أن تراجع كافة التفاصيل عندما تبحث عن شركة تسير الرحلة البحرية التي تخطط للقيام بها، حيث أن كل واحدة منها تختلف عن الأخرى، ولكل منها نقاط قوة وضعف خاصة بها.
هناك طرق عديدة لإخفاء المشروبات
كباقي المدن الكبرى والفنادق الفارهة، تعتبر المشروبات على متن السفن السياحية سلعة غالية الثمن، إلا أنه بدلا من الذهاب إلى الحانة، يستعمل الركاب الراغبون في ذلك القاعات المخصصة لذلك على متن السفينة. ومن الوارد أن يحاول بعضهم تهريب المشروبات الكحولية الخاصة بهم إلى الرحلات البحرية، باستخدام أساليب مبتكرة جدا.
إحدى طرق تهريب الكحول على متن سفينة سياحية ربط كيس بلاستيكي (يشبه المثانة) على البطن لتجنب اكتشافه بالأشعة السينية. وهناك طريقة أخرى تتضمن ملء زجاجات غسول الفم بالكحول ثم استخدام ملونات الطعام لصبغها.
ما يحدث في الرحلة البحرية لا يجب أن يصل إلى الميناء
قضاء فترات طويلة من الوقت على متن سفينة سياحية وسط البحر يشبه إلى حد ما العمل في أي وظيفة أخرى بعيدا عن المنزل. إنه يجعل صاحبه يعيش نوعا من الحياة المزدوجة. ولذا حين يحين وقت الإجازة، يعتبرها أفراد الطاقم فرصة ليكونوا أشخاصا مختلفين أثناء عودتهم إلى المنازل، فلا يكادون يتحدثون عن تفاصيل مهمة من حياتهم البحرية.
وهذا يعني إلى حد كبير أن كل ما يحدث على متن السفينة السياحية يبقى سرا لا يغادر سطحها، ما لم يخالف الموظف القانون أو قواعد الشركة بالحديث عما يعيشه هناك.
قد تدفع تكاليف إضافية مقابل أي شيء
حتى بعد أن تدفع ثمن تذكرتك، فقد تجد نفسك تدفع ثمن أشياء لم تكن لتفكر في دفع ثمنها من قبل. ففي الرحلات البحرية قد تدفع مقابل ما تستهلكه من مشروبات، أو مقابل رحلة بالقارب إلى الميناء، أو خدمة الوايفاي. ومن هنا نفهم كيف يأتي حوالي ربع أرباح الرحلة البحرية مباشرة من هذه الرسوم الإضافية.
لهذا من المهم جدا قراءة التفاصيل الدقيقة دائما حتى لا تتفاجأ عندما تتلقى فاتورة باهظة الثمن فجأة.
أعضاء الطاقم يحصلون على مشروبات بربع ثمن
هناك قواعد صارمة تمنع أفراد الطاقم من الاحتفال والاندماج أكثر من اللازم خاصة مع الضيوف. ومع ذلك تستطيع رؤيتهم وهم يسترخون ويستريحون قليلا. وعادة ما تقدم لهم المشروبات بثمن رخيص مقارنة بالركاب، حيث يدفعون حوالي 1 إلى 2 دولار لكل مشروب، فيما تكلف مشروبات الركاب 10 دولارات أو أكثر في العادة، ولهذا ليس من الصعب الآن أن نعرف السبب الذي يجعل أفراد الطاقم يعيشون في حفلة مستمرة.
لكن مع ذلك، أغلب خطوط الرحلات البحرية تضع بضعة شروط على الأقل في عقود العمل لديها، تملي الكمية التي يمكن لأفراد الطاقم شربها ومقدار التفاعل المسموح به مع الضيوف.
لا تتوقع أن تجد كل الغرف السياحية فسيحة
إذا لم تدفع أموالا طائلة مقابل حجز غرفتك السياحية على متن السفينة، فمن الوارد جدا أن تقضي عطلتك في مقصورة صغيرة لا تكاد تتسع لأغراضك. الأماكن الضيقة مزعجة جدا عند السفر، خاصة إذا أحضرت معك أطفالا. لكن لحسن الحظ، هناك الكثير مما يمكنك فعله على متن السفن السياحية، لذلك لن تضطر إلى قضاء الكثير من الوقت في غرفتك التي لن تحتاجها إلا للنوم.
إن لم ترغب أن يعاملوك كسمكة سردين في علبة، فإننا نقترح عليك حقا الاستثمار في غرفة أكبر. لأنك فقط بهذه الطريقة، سوف تتمتع بعطلتك الجميلة بشكل مريح.