الهنود المسلمون ونداء خاص للاستيقاظ
لكل دولة حول العالم تقاليدها الرمضانية الخاصة، وهذا ينطبق أيضا على الهند. فقد اعتاد المسلمون هناك وخاصة في نيودلهي أن يستيقظوا للسحور بنفس الطريقة منذ زمن المغول، وذلك بمساعدة مسحراتيين يسمونهم "السهيرولاس" أو "الزوهريدارس" الذين يتكلفون برفع نداء السحور في المدينة، حيث تكون وظيفتهم الرسمية خلال هذا الشهر إيقاظ المسلمين بآيات من القرآن.
تتمثل وظيفة السهيروالا في إيقاظ أهالي الحي قبل صلاة الفجر بوقت كاف، حتى يكون لديهم الوقت لتناول وجبتهم السحورية قبل شروق الشمس.
أناشيد رمضان لا بد منها في المملكة العربية السعودية
بما أن المملكة العربية السعودية هي موطن الحرم المكي، أقدس مدينة في الإسلام، فمن المنتظر أن يكون الاحتفال برمضان في المملكة مميزا جدا. حيث الصيام والصلاة في هذا الشهر الفضيل من أولويات الجميع. تحرص العائلات على الإفطار في منزل فرد مختلف من أفرادها كل يوم، على سبيل المشاركة. وخلال الإفطار، يتناولون الأطباق الرمضانية التقليدية، بما في ذلك الأرز والتمر والحلويات وغيرها.
ولكن هذا ليس كل شيء. حيث يحب المسلمون في المملكة العربية السعودية الاحتفال بالـ "قرقيعان". ففي اليوم الخامس عشر من الشهر، يتجول الأطفال في الحي بالملابس التقليدية، يغنون ويتلقون الحلويات كهدايا من الجيران.
الأكل أثناء النوم ظاهرة حقيقية
يتبع المسلمون في جميع أنحاء العالم قواعد الإفطار (الأكل بعد غروب الشمس) والسحور (الأكل قبل بزوغ نور الفجر في الصباح). يبذل الكبار كل ما في وسعهم ليكونوا صارمين في الحفاظ على صيامهم مقبولا طوال النهار، وهو شيء قد يكون صعبا على من لم يتعود ذلك. لكن في الواقع، يبدو أن الكثيرين أتقنوا فن تناول السحور وهم نصف نائمين، فالاستيقاظ مبكرا جدا وتناول الطعام على الفور ليس عادة طبيعية سهلة.
لذلك تجد أن الأجيال الأصغر سنا يتناولون سحورهم وأعينهم نصف مفتوحة ونصف مغلقة. وهذه مهارة مميزة تستحق الافتخار.
عليك أن تشرب أكبر قدر ممكن من الماء
خلال ساعات النهار في رمضان، لا يمكن للمسلمين تناول أو شرب أي شيء. إذ يتوقفون عن الأكل والشرب قبل صلاة الفجر، وإلى غروب الشمس، ولو كان ذلك صعبا على الجسم. بالطبع، يستطيع من يلتزمون بهذه التعاليم الرمضانية لعقود من الزمن الإمساك عن الطعام لساعات متواصلة، لكن تحمل عدم شرب الماء مختلف تماما. ولهذا السبب، يشرب الكثير من الناس أكبر قدر ممكن من الماء قبيل الفجر.
قد تجد أشخاصا يشربون كوبا كاملا من الماء قبل ثوان فقط من أذان صلاة الصبح. وهم يفعلون ذلك على أمل أن يجنبهم هذا الشعور بالعطش طوال اليوم ويوفر لهم ما يكفي من الماء إلى أن تغرب الشمس.
سهرات الليالي طويلة في ماليزيا
يسافر الكثير من الناس إلى ماليزيا للاستمتاع بمناظرها الطبيعية الاستوائية ومناخها المشمس، إلا أن هذا النوع من السفر قد يكون غير مناسب خلال شهر رمضان. وذلك لأن طول النهار في هذا البلد عادة ما يمتد بين 13 إلى 14 ساعة من ضوء الشمس يوميا، مما يعني أن فترة الصيام أطول من المتوسط المعروف. ومع ذلك، فإن المسلمين في ماليزيا يصومون يفطرون بطبق رمضاني لن تراه إلا في هذا البلد (بوبور لامبوك) وهي عصيدة لحم لذيذة.
تشمل التقاليد الرمضانية الأخرى هنا دعوة الأصدقاء والعائلة إلى ولائم خاصة. حيث يتلو الجميع صلواتهم ويتناولون التمر وعصير قصب السكر وفول الصويا وغير ذلك.
إجازة لمدة أسبوع للطلاب الإندونيسيين
الصيام طوال ساعات النهار صعب على الجسم، وغالبا ما يحتاج الصائم أسبوعا أو نحو ذلك قبل التعود على نقص الطعام والماء. ولهذا السبب تسمح حكومة إندونيسيا لطلاب المدارس والجامعات بأخذ إجازة من دراستهم لمدة أسبوع كامل قبل العودة للمواصلة خلال شهر رمضان. وهي سياسة تروم أن يعتاد الطلاب على التأثير الذي يحدثه الصوم على أجسادهم قبل العودة إلى الصف.
وبمناسبة نهاية الشهر الفضيل، ينظمون أيضا ولائم وحفلات تتضمن سهرات الطبول التقليدية التي تسمى "الدوك" وعادة ما يجتمع أفراد العائلة والأصدقاء معا للرقص حول هذه الطبول.
الاستعداد لشهر الصيام في باكستان
ينتظر العديد من المسلمين حول العالم شهر رمضان بشوق للبدء في الصيام، ولكن حال المسلمين في باكستان يختلف قليلا. فهم يحضرون نفسهم لهذا الشهر بوقت كاف، حيث يستعدون له خلال شهر شعبان، بالاجتهاد في حفظ القرآن الكريم، بينما يبدأ البعض بالصيام من حين لآخر لتجهيز بطونهم لرمضان، كما يحرصون على إخراج الصدقات والتبرعات لمن يحتاجها.
بالطبع، يتناول المسلمون هناك أيضا العديد من الأطباق الرمضانية، بما في ذلك الباكورا والسمبوسة وسلطات الفواكه والحلويات وغيرها. وفي الليل إما يذهبون إلى المسجد للصلاة، أو يشاهدون عروض رمضان التلفزيونية من المنازل.
الألوان والأضواء الرمضانية في مصر
على الرغم من أن هناك نسبة كبيرة من السكان الأقباط والمسيحيين في مصر، إلا أن الأغلبية تدين بالإسلام وتتبع تعاليمه ومن بينها استقبال شهر رمضان بالكثير من الحفاوة والحيوية. حيث تتزين المتاجر والمنازل بألوان زاهية وفوانيس ضخمة، وترى الجميع يتنقلون من منزل إلى منزل ويحتفلون مع أصدقائهم وعائلاتهم خلال هذا الشهر الفضيل. وبطبيعة الحال، يشكل الطعام بمختلف أنواعه جزءا كبيرا من المشهد.
ومن الأطباق الرمضانية التي يستمتع بها سكان مصر، ورق العنب المحشو بالأرز والطماطم والفول والفطائر الحلوة والمشروبات اللذيذة بنكهة الكركديه وعرق السوس.
مراقبو الهلال في جنوب أفريقيا
للهلال أهمية كبيرة في شهر رمضان، فهو الذي يشير إلى بداية الشهر ونهايته، لذا ليس غريبا أن ترى الناس يحدقون في السماء عشية قبيل إعلان دخول رمضان، في جميع أنحاء العالم. في جنوب أفريقيا، يأخذون رؤية القمر هذه على محمل الجد. في الواقع، لديهم "مراقبو الهلال" أو "maan kykers" كما يسمون في لغتهم وهم الذين يقفون بأعلى القمم الجبلية المأهولة في البلاد ويراقبون ظهور الهلال.
ومع ذلك، لا يمكن لأي كان أن يصبح مراقبا للهلال. فلا يمنح هذا المنصب إلا لمستحقيه، وهذا القرار يتخذه مجلس القضاء الإسلامي في جنوب أفريقيا.
النفار يطوف بين البيوت في المغرب
الاستيقاظ قبل الفجر لشرب المياه وتناول القليل من الطعام قبل بدء يوم الصيام أمر في غاية الأهمية. لكن كيف كانوا يستيقظون مبكرا في المملكة المغربية؟ حسنا، إنه دور الرجل الذي يسمى "النفار". فهو منادي المدينة الذي يقوم بالسير بين أرجاء الحي وهو ينفخ في مزماره لإيقاظ الأشخاص الذين ما زالوا نائمين في أسرتهم.
بالنسبة للعديد من المسلمين، يعد هذا الصوت تنبيها مُرحبا بها لبدء صباحهم الرمضاني. فهو شيء متأصل في التقاليد المغربية منذ سنوات.
مشاركة الطعام مع الآخرين في إندونيسيا
حوالي 87 في المائة من سكان إندونيسيا يعتبرون مسلمين، لذلك لا ينبغي أن تتفاجأ حين ترى البلاد بكاملها تقريبا تحتفل بشهر رمضان المبارك. وبالنسبة لهم، فعل الخير ومشاركة الطعام مع الآخرين واجب وعطاء، حيث يقضي المسلمون هناك أيامهم في تقديم تبرعات خيرية على شكل وجبات إفطار لأولئك الذين يحتاجون إليها، أو للمشردين الذين يعيشون في الشوارع.
عندما يحين وقت الإفطار مساء، يحب المسلمون في إندونيسيا تناول أطباق رمضانية متنوعة، لكنهم مغرمون بشكل خاص بالكولاك، وهو طبق يتكون من حليب جوز الهند والسكر وحشوة مثل البطاطا الحلوة أو اليقطين.
في انتظار هلال الصوم وهلال العيد لشهر كامل
لا يتبع المسلمون التقويم الميلادي عندما يتعلق الأمر بشهر رمضان. فبدلا من الصيام حسب بداية الشهر الشمسي ونهايته المحددة سلفا، يعتمدون على التقويم القمري وهذا يعني أن التواريخ الدقيقة لبداية ونهاية شهر رمضان يعلنها ظهور الهلال. عند رؤية الهلال لأول مرة، يبدأ شهر رمضان، ثم يكبر ويكتمل ويصير بدرا في منتصفه، وعندما يختفي ويعود مرة أخرى، ينتهي شهر رمضان ويحل يوم العيد، رغم أن هناك اختلافات بين البلدان في هذه المواعيد.
وفي كل مكان، سيكون هناك دائما شخص لا يتفق مع مواعيد شهر رمضان ورؤية الهلال، ولكن الجميع في النهاية يصومون وفقا لهذه الدورة القمرية.
الفوانيس الملونة زينة لا بد منها
إذا زرت مصر خلال شهر رمضان، فإن أهم الأشياء التي ستلاحظها هو أن الشوارع مليئة بالفوانيس الملونة. نعم، يمكن العثور على هذه الفوانيس الملونة في جميع أنحاء العالم، لكن مصر بالتحديد تشتهر بـ "فانوس" زينة رمضان، وهو تقليد مصري ظل متوارثا منذ عدة قرون، ويعتقد أن أول فانوس تعليقه على منزل مصري كان خلال حكم الدولة الفاطمية، بين عامي 953 و975م.
ومع الزمن، أصبح هذا تقليدا رمضانيا لا تنازل عنه، حيث يختار المسلمون تزيين مداخل منازلهم بأكبر عدد ممكن من هذه الفوانيس الملونة. بل إن بعض الأزقة والشوارع في الواقع مغطاة بها.
لا يمكن نسيان طقوس الطهارة في الينابيع
في إندونيسيا، يتم الاستعداد لشهر رمضان المبارك قبل حلوله باهتمام كبير، حيث يريد كل إندونيسي مسلم دخول رمضان وهو نظيف روحيا وجسديا قدر الإمكان، ولهذا السبب يختار السكان المحليون في جزيرة جاوة المشاركة في طقوس التطهير التي تسمى "بادوسان" بمناسبة بداية شهر رمضان، مستفيدين من كون الجزيرة موطنا لعدد لا يحصى من الينابيع والبحيرات الطبيعية.
من خلال الاستحمام في هذه المياه، يطهر الناس أجسامهم ويعدون أنفسهم لأقدس شهر في السنة. وهذا تقليد رسمي يفعلونه كل عام.
لم تتناول شيئا؟ "ولا حتى الماء"؟
وحدهم أولئك الذين جربوا الصيام بأنفسهم يعرفون حقا ما يعنيه رمضان للمسلمين، وما يشعرون به خلال هذا الشهر. يمكنك محاولة شرح سبب صيامك ولماذا لا يمكنك تناول الطعام أو شرب الماء أثناء النهار، لأصدقائك من غير المسلمين، ولكن العديد منهم في الغالب لن يفهموا ذلك، وهناك احتمال كبير أنهم سوف يسألونك باستغراب: "ولا حتى الماء"؟.
يبدو أن غير المسلمين لا يفهمون كيف يمكن لشخص أن يبقى لفترة طويلة دون أكل وشرب، ولذا يسألون مرارا وتكرارا عن سبب عدم القدرة على تناول ولو رشفة سرية صغيرة من الماء.
المسلمون في ألبانيا يقرعون الطبول
إحدى المعلومات المهمة عن ألبانيا هي أن حوالي نصف سكانها يعتبرون مسلمين. وهذا يعني أنه من السهل رصد احتفالات شهر رمضان هناك إذا قمت بزيارة هذا البلد خلال الشهر الكريم. في الواقع، قبل شروق الشمس وعند غروبها كل يوم، يخرج العديد من مسلمي البلاد إلى الشوارع ويعزفون أغاني خاصة بمناسبة بداية ونهاية يوم الصيام. وهم يفعلون ذلك في معظم الأحيان، بالطبول التقليدية.
لأجل ذلك يستعملون براميل "lodra" المغلفة بجلد حيوان ما، والتي عادة ما تكون حمراء اللون. ويستمتع العديد من السكان بهذه الأجواء مع أصدقائهم وعائلاتهم، لأنها تجعل هذه المناسبة أكثر حيوية.
وفي العراق يمارسون لعبة ممتعة
المعروف أن رمضان هو شهر مقدس من شأنه أن يعزز ارتباط المسلمين بدينهم، إلا أن الصيام لساعات طويلة قد يكون مرهقا. ولهذا السبب، قرر الرجال في العراق منذ عدة قرون ابتكار نشاط من شأنه أن ينعشهم في نهاية يوم طويل، وهي لعبة تسمى "المحبس". وبعد تناول الإفطار، يقوم مجموعة من الرجال بتمرير خاتم مخفي في قطعة قماش بالتناوب ثم يحاولون تخمين من يملكه.
الهدف من هذه اللعبة هو قراءة لغة جسد الأشخاص من حولك، وقد اكتسب هذا التقليد الرمضاني شعبية على مر السنين، فاختفى أحيانا ثم أصبح شائعا مرة أخرى.
التمر في رمضان موجود في كل مائدة
العديد من البلدان حول العالم لديها تقاليدها الرمضانية الخاصة، إلا أن الشيء الموحد في جميع أنحاء العالم هو أن التمر موجود في كل مائدة. التمر مهم للغاية في رمضان، وكل مسلم عادة ما يبدأ فطوره عن طريق تناول التمر، وذلك لأن التمر غني بالكربوهيدرات والمواد المغذية، مما يمنح الصائمين دفعة من الطاقة هم في أمس الحاجة إليها بعد يوم من الامساك عن الطعام والشراب.
في الواقع، يعود هذا التقليد إلى اتباع تعاليم الرسول نفسه، والذي يروي الحديث أنه قال: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة، فإن لم يجد فليفطر على ماء، فإنه طهور".
المسلمون في الكاميرون يفتحون أبوابهم للجيران
الكاميرون بلد صغير جدا، حتى أنه أكبر قليلا فقط من ولاية كاليفورنيا الأمريكية. ولهذا السبب، فإن شعب الكاميرون ودود ومتضامن بشكل لا يصدق، وهذا ما يثبت بشكل أكبر خلال شهر رمضان. من التقاليد الرمضانية الكاميرونية أن يقوم الناس بفتح أبوابهم خلال فترة الإفطار، وهي دعوة لأي شخص عابر ليشاركهم الطعام.
يعد تناول الطعام بشكل جماعي جزءا كبيرا من تقاليد الكاميرون، حيث يريد الناس هناك أن يشعر كل فرد بأن لديه مكانا وجماعة يلجأ إليها خلال رمضان. فالجميع موضع ترحيب.
القارعون على الطبول يجوبون شوارع تركيا
العديد من التقاليد الإسلامية مازالت متوارثة منذ قرون، وهذا يسري على كل الأقطار بما فيها تركيا. في الواقع، بعض الأحياء مازالت تتبع نفس تقاليد العصر العثماني، ومنها عادة الاستعانة بقارع الطبول الذي يرتدي الملابس العثمانية التقليدية ويتجول في الشوارع، لإيقاظ الناس في الوقت المناسب قبل صلاة الصبح.
الطبل تقليدي أيضا ويسمى "الدفول" وهو موجودا منذ قرون كأحد ركائز أدوات الموسيقى والثقافة الرمضانية في البلاد.
بعض الناس يستيقظون في وقت متأخر
في العديد من بلدان العالم، يتم إيقاظ الناس قبل صلاة الفجر بالتهليل والأذان والطبول كعادات متوارثة، رغم أن العديد من الأشخاص في زماننا هذا يضطرون للاعتماد على الساعات ومنبهات الهاتف، وبعضهم الآخر يستيقظون متأخرين وقد تفوتهم وجبات السحور عدة مرات خلال الشهر.
وحتى من تأخر في نومه وفاته السحور والصلاة، يجب عليه صيام بقية يومه دون طعام. وبحلول وقت غروب الشمس، يكون جائعا ومتلهفا لتناول الإفطار.
قصائد الشعر الديني في جزر المالديف
عندما تفكر في جزر المالديف، تخطر ببالك الشواطئ الرملية الذهبية والأكواخ السياحية الجميلة. ولكن في هذا البلد ثقافة أكثر غنى يطبعها وجود عدد كبير من السكان المسلمين، مما يعني أن هذه الجزر تعد أيضا موطنا لعدد هائل من التقاليد الرمضانية. ولعل أحد أجمل هذه التقاليد هو "raivaru" وهو نوع من الشعر الديني يرددونه كل يوم كدليل على إيمانهم وإخلاصهم للإسلام.
يرجع تقليد هذا الشعر القديم إلى قرون مضت، حيث تأثر شعب المالديف بأنماط ثقافية متعددة. وعادة ما تتم تلاوة هذه القصائد الروحية قبل طقوس العبادة عندما يجتمع الناس للصلاة.
رمضان مناسبة عائلية بامتياز في الشيشان
ما يزيد قليلا عن 90٪ من سكان الشيشان يدينون بالعقيدة الإسلامية، مما يعني أن شهر رمضان مناسبة مقدسة كبرى في البلاد. هنا أيضا يتبعون نفس القواعد العامة لهذا الشهر مثل بقية العالم، ولكن رمضان بلا شك مناسبة عائلية مميزة في الشيشان. في الواقع، يقوم المسلمون بإشراك حتى أقاربهم الراحلين في هذه التقاليد الرمضانية، ففي اليوم الأول من شهر رمضان، يتوجه المسلمون في الشيشان إلى قبور الراحلين من أعزائهم للسلام عليهم.
كما يتم الاحتفال بأي طفل يولد خلال شهر رمضان المبارك أكثر من غيره، وغالبا ما تتم تسمية البنات اللواتي يولدن خلال شهر رمضان باسم "مرحى" بينما يطلق على الأولاد اسم "رمضان".
عادات تبادل الهدايا بين الجيران في طاجيكستان
في أمريكا يحتفل الأطفال بالهالوين حيث يتجولون في الحي حاملين أكياسهم، ويطرقون أبواب الجيران لطلب الحصول على حلويات وسكاكر. يفعلون الشيء نفسه في طاجيكستان ولكن ليس للأسباب نفسها. فخلال شهر رمضان، يرتدي الأطفال أفضل ملابسهم ويطرقون الأبواب لنشر الفرحة وأداء الأغاني، ويجمعون الهدايا من أصدقائهم وعائلاتهم. وكما يمكنك أن تتخيل، فهو تقليد رمضاني جميل وشائع جدا.
وعندما يحين موعد الإفطار، يجلس مسلمو طاجيكستان لشرب مشروبهم المفضل، وهو مزيج من الشاي والحليب. كما أنهم يتناولون العديد من الأطباق الرمضانية التقليدية ليلا قبل الصيام مرة أخرى.
حلاوة الصوم على شواطئ جزر المالديف
جزر المالديف تعني المياه الصافية والشواطئ الذهبية والأكواخ السياحية كما قلنا سابقا. لكن هذا البلد لا يرتبط بالسياحة الفاخرة فحسب، فهو أيضا موطن للمسلمين المتدينين الذين ينتظرون شهر رمضان على أحر من الجمر. ولو كتب لك أن تستمتع بتجربة هذا الشهر الكريم في واحدة من أجمل الجزر في العالم كهذه، فستعيش بعض التقاليد الرمضانية المميزة، كالتوجه إلى الشاطئ عشية لمحاولة رؤية الهلال.
ونظرا لموقعها في وسط المحيط، يتناول المسلمون في جزر المالديف الكثير من الأسماك والمأكولات البحرية في وجبات الإفطار. فمن السهل عليهم الحصول على هذا الطعام الذي يحبه الجميع.
الموز وجبة ذات أهمية كبيرة في أوغندا
على الرغم من أن غالبية شعب أوغندا مسيحية، إلا أن حوالي 14 ٪ من السكان المحليين يعتبرون مسلمين، ولديهم تقاليدهم الرمضانية وأطباقهم الخاصة التي يحبون تناولها، والتي تشبه تلك الموجودة في جميع أنحاء العالم تقريبا، إلا أنهم يفعلون الأشياء بشكل مختلف قليلا عن طريق إضافة الموز إلى مختلف وجباتهم حيث يعتبر الموز من العناصر الأساسية، ولا يمكنهم الاكتفاء منه.
وهذا خيار منطقي صراحة، فبما أن الناس في أوغندا يصومون لمدة 12 ساعة تقريبا كل يوم، فهم لا شك يحتاجون إلى طاقة البوتاسيوم الكامنة في الموز للحفاظ على لياقتهم أثناء الصيام.
بعض الناس الصائمين ينامون أثناء النهار
هل سبق لك أن حاولت البقاء مستيقظا طول النهار رغم تأخرك في النوم ليلا، والجوع ينهش معدتك؟ اعتاد المسلمون على الصبر والضغط الذي يمكن أن يسببه الصيام على أجسامهم، ولكن ذلك لا يمنعهم من الوقوع ضحية النعاس في قيلولة منتصف النهار. فكثير من المسلمين ينامون في العمل أو في المدرسة، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى وقوعهم في مواقف محرجة.
في الواقع، هذا هو السبب وراء سماح بعض الدول حول العالم لمواطنيها في شهر رمضان بأخذ إجازة لمدة أسبوع ليعتادوا على الجوع والعطش وقلة النوم.
تطهير المنازل عادة أصيلة في تركيا
يعتبر شهر رمضان المبارك حدثا دينيا وثقافيا مهما للغاية في تركيا. ومع وجود عدد لا يحصى من المسلمين الذين قدموا من مختلف دول العالم ويعتبرون هذا البلد وطنهم، تشهد تركيا الكثير من المظاهر الثقافية خلال هذا الشهر. فإذا قمت بزيارة هذا البلد خلال رمضان، فقد تشاهد قذائف المدفعية التي يتم إطلاقها في السماء عند غروب الشمس، أو تحصل على هدايا العملات الفضية والذهبية التي يتم توزيعها طوال الشهر.
عندما يتم رصد الهلال في السماء، يقوم المسلمون هناك برش منازلهم بمعطرات الهواء الزكية التي يتم تصنيعها عادة من ماء الورد والمسك لتطهير منازلهم.
قرقرة البطن خلال يوم الصيام
من الأشياء الرمضانية التي يمكن أن يرتبط بها كل شخص مسلم تقريبا، بغض النظر عن مكان وجوده في العالم، قرقرة المعدة. الفكرة من الصيام هي تجويع الجسم وتغذية الروح، ولكن ليس هناك شك في أن معظم الصائمين يعانون من العطش والجوع عندما يتعلق الأمر بالصيام طوال يوم حار، وهم بالتالي لا يستطيعون السيطرة على الأصوات التي تأتي من بطونهم.
وفي أغلب الأحيان، تحدث هذه القرقرة في اللحظة التي لا ترغب فيها، وأنت تقدم عرضا أو تحضر اجتماعا أو تحاول التزام الصمت في الفصل مثلا. ولكنها تبقى شيئا طبيعيا في رمضان.
أطفال باكستان يتعاركون بالبيض
رمضان في باكستان مقدس للغاية، ولديهم تقاليد كثيرة ومختلفة منها أنهم يولون أهمية كبيرة لتجربة صوم الطفل في شهر رمضان لأول مرة. للاحتفال بهذه المناسبة يجتمعون معا في مكان كبير ويضعون أغطية للرأس من قماش مرصع بالذهب، في واحدة من أجمل اللحظات التي لا تنسى في حياتهم. لكن هذا ليس كل شيء.
من أجل البقاء مستيقظين ليلا خلال شهر رمضان، يتسلى العديد من الأطفال في باكستان بلعبة العراك بالبيض. الهدف من هذه اللعبة هو كسر بيضة خصمك ذات الألوان الزاهية باستخدام بيضتك الخاصة، فإذا قمت بذلك، تفوز.
قراءة القرآن بشكل جماعي في موريتانيا
لشعب موريتانيا تقاليد رمضانية عريقة. فهم عموما يلتزمون بمختلف التعليمات المتعلقة بهذا الشهر الكريم، ويجتهدون أكثر من غيرهم. فبينما يحاول المسلمون في البلدان الأخرى قراءة القرآن كاملا خلال الشهر، يحاولون في موريتانيا القيام بذلك في ليلة واحدة. بالنسبة للقارئ العادي، ينبغي أن يستغرق هذا حوالي 15 ساعة، ولكنه بالنسبة للقراء الأبطأ، سيستغرق أكثر من 30 ساعة.
قبل بدء شهر رمضان، يختار العديد من الرجال المسلمين في موريتانيا أيضا حلق رؤوسهم لترك "شعر رمضان" ينمو بدلا منه. ومن أجل الحصول على حياة سعيدة، يتزوج العديد من الشباب أيضا خلال هذا الشهر.
ولائم بأضحية الحيوانات شائعة في تايلاند
أطباق رمضان المتنوعة جزء من الحياة خلال هذا الشهر الكريم في تايلاند. يتبع المسلمون في هذا البلد نفس القواعد الصارمة فيما يتعلق بالصيام، لكنهم يحبون أيضا تناول الكثير من الطعام بمجرد غروب الشمس، وهم غالبا ما يضحون بالماشية أو الدواجن خلال هذا الشهر لإطعام أسرهم طوال رمضان، إلى جانب تقديم الولائم والتبرعات الخيرية خلال هذا الشهر أيضا.
تأتي هذه التبرعات على شكل ولائم مفتوحة، حيث يتشارك الجيران بإعداد كميات من الطعام ثم يتبادلونها مع بعضهم البعض كدليل على الاحترام وحسن الجوار.
طلاء المنازل بألوان زاهية في اليمن
في اليمن، تعتبر احتفالات الأيام الأولى في رمضان ذات أهمية كبيرة، حيث تشهد اجتماع الأصدقاء والعائلة معا لمشاركة وجبة الإفطار التي تحضر فيها أفضل الوجبات المحلية. والجميل أنهم يعتقدون أن هذه المناسبات يجب أن تكون ممتعة للعين قبل البطن، ولهذا السبب، يختار العديد من المسلمين في اليمن طلاء منازلهم بألوان زاهية وتزيين موائد الإفطار بهذه المناسبة.
إلى جانب ذلك، يختارون أيضا شراء أدوات وأجهزة جديدة في هذا الشهر. وهذا يسمح لهم باعتبار هذا الشهر الكريم والأعياد التي تأتي بعده فرصة لحياة أفضل.
المطاعم تغلق أبوابها في سريلانكا
قد لا تعرف أن الإسلام هو ثالث أكبر دين في سريلانكا، والمسلمون هناك أيضا لديهم تقاليدهم الرمضانية التي يحبون اتباعها. في الواقع، لديهم تقليد جيد يجعل الصيام أسهل بالنسبة لهم، وهو إغلاق جميع المطاعم والمقاهي حتى غروب الشمس وحلول وقت الإفطار. وهذا يجعلهم يركزون في صيامهم بانتظار الأكل المنزلي، وبعده تفتح المقاهي ليلا.
وإلى جانب ذلك، يبذل المسلمون في سريلانكا كل ما في وسعهم لمساعدة الآخرين الذين لا يستطيعون إعداد طعامهم خلال شهر رمضان. حيث يفتحون مخازن طعام مؤقتة بجوار المساجد ويقدمون الفطور للمحتاجين.
النسيان أثناء يوم الصيام أمر شائع
في الأيام العادية، من المألوف أن تتشارك الطعام مع من حولك في المكتب، أو في المدرسة، أو حتى عند التذوق في محل البقالة. قد تكون ملتزما بالصيام في رمضان، ولكن من الوارد أحيانا أن تنسى ذلك عندما يقدم لك أحد زملائك في العمل قطعة من شطيرة أو تعرض عليك عينة مجانية من الكعك لتذوقها في الشارع. في الواقع، يضطر العديدون إلى بصق الطعام عندما يتذكرون أنهم لا يجب أن يتناولوا أي شيء.
يفعل الناس كل ما في وسعهم للالتزام بتعاليم رمضان، لكن معظمهم وخاصة صغار السن أخطأوا مرة أو اثنتين ونسوا أنهم لا يستطيعون حتى شرب الماء خلال النهار.
موعد قراءة عدد كبير من الكتب في بنغلاديش
لو عشت شهر رمضان في بنغلاديش، ستلاحظ أن المسلمين يتناولون أطباقا متنوعة، ويكثرون أفعال الخير، ويصومون ويتصدقون ويستيقظون مبكرا ويصلون قبل بدء يوم آخر دون طعام أو ماء. لكن أحد التقاليد الرمضانية التي يبدو أنها لا توجد في أي مكان آخر هو حب الناس للكتب. فخلال هذا الشهر، يقوم المسلمون البنغاليون بشراء وقراءة عدد كبير من الكتب والقصص الدينية. وبطبيعة الحال هذا يشمل القرآن أيضا.
يشتري العديد من المسلمين هذه الكتب من المكتبات الخاصة، لكن لديهم أيضا فرصة شرائها من معارض الكتب التي تفتح أبوابها خلال شهر رمضان فقط.
لماذا يجب على الروس أن يصوموا لفترة طويلة؟
يوجد أكثر من 25 مليون مسلم في روسيا، لذلك من العادي أن نعرف أن البلاد تنبض بالحياة الرمضانية وروائح الأطباق الشهية خلال هذا الشهر. ومع ذلك، فالصيام قد يعتبر صعبا للغاية بالنسبة لبعض الأشخاص، حيث أن بعض مناطق روسيا تبقى لحوالي 22 ساعة تحت ضوء النهار يوميا، وهذا يعني أن عليهم أن يصوموا 22 ساعة، وأمامهم فقط ساعتان للصلاة والإفطار.
ولهذا السبب، لا يستطيع بعض المسلمين هناك صيام رمضان حفاظا على صحتهم. وفي هذه الحالة يقدمون صدقات وتبرعات خيرية للتعويض عن عدم صومهم.
العائلة هي أهم شيء في كازاخستان
بالنسبة للمسلمين في كازاخستان، فإن رمضان يعني الحفاظ على تقاليدهم الأصيلة وقضاء الوقت مع عائلاتهم. ولهذا السبب، يعود المغتربون الذين ابتعدوا عن البلاد إلى منازلهم لقضاء هذا الشهر مع أحبائهم. في الليل، يتوجهون إلى مسجد السلطان لحضور حفلات الإفطار المليئة بالأطباق الرمضانية، والتي تعتبر مناسبات ضخمة تشهد حضور 10000 مصل كل ليلة.
خلال هذه المناسبات، عادة ما يأكلون لحم الضأن مع الأرز والمكسرات، ويشربون حليب الحصان أو الإبل. كما يحضر رئيس الدولة في كازاخستان من حين لآخر.
المتاعب المعتادة للشعور بالجوع طوال اليوم
شهر رمضان بمثابة عمل ديني يطهر الجسم والنفس، والحقيقة أن العديد من المسلمين يعتبرونه من أكثر التجارب المميزة في حياتهم. رغم أن الصبر على العطش والأكل يعتبر صعبا، ويجد بعض الناس أنفسهم غاضبين طوال الشهر. والسبب أنهم يكونون متعبين من تأخر النوم في الليل والنهوض في الصباح الباكر، كما أنهم لا يستطيعون شرب الكافيين لإبقائهم مستيقظين، ولا يمكنهم تناول أو شرب أي شيء آخر في النهار.
وهذا كله يمكن أن يجعل الناس أكثر عصبية وغضبا من أي وقت آخر، ولكن لابد أن يتغلب الصبر على الجوع ويحتفل الناس بحلول الإفطار. لذا، فإن الأمر يستحق كل هذا العناء في النهاية.